السهروردي وسلمان الفارسي، همزة الوصل بين ايران والاسلام

قالت طاهرة كمالي زادة، مدرسة الفلسفة امام اجتماع "مع الشيخ اشراق" عقد بمدينة الكتاب ان السهروردي كان يعتبر نفسه مجددا للحكمة النورية للايرانيين القدامى لانه نقل هذه الحكمة الى الحياة الاسلامية لايران. ولذلك فقد قارنه هنري كاربن مع سلمان الفارسي، لانهما يعدان همزة الوصل بين الاسلام وايران.

 

 

والقى كل من حجة الاسلام يد الله يزدان بناه والدكتورة طاهرة كمالي زادة مداخلة في الاجتماع. ويزدان بناه هو مؤلف كتاب "حكمة الاشراق، تقرير وقياس الجهاز الفلسفي للشيخ شهاب الدين سهروردي" وكمالي زادة هي مؤلفة كتاب "المبادئ الحكمية للفن والجمالية في رؤية شهاب الدين سهروردي". وقد عقد هذا الاجتماع بمناسبة 30 تموز/يوليو يوم تكريم الشيخ شهاب الدين سهروردي.

 

وبداية قدم يزدان بناه ايضاحات حول حكمة اشراق في كتابه وقال ان قدرة الشهود لدى الشيخ اشراق كانت بدرجة انه وصف للمرة الاولى حالات مثل مدن عالم المثال وافادة العرفاء من هذا العالم.

 

واضاف ان السهروردي طرح مرة اخرى المثل الافلاطوني الذي كان تم نقده على يد ارسطو وابن سينا، لكنه لم يطرح تقريرا واحدا عن المثل الافلاطوني، بل انه قدم تصميماً جديداً عنه.

 

واشار الى اثر الشهود على افكار السهروردي وقال ان التحليل الذي قدمه السهروردي عن الحكمة والحكيم، اثر على ميرداماد وملاصدرا. ويرى ان الحكيم يجب ان يتحلى بالشهود الى جانب العمل البحثي، وان يذهب على الدوام الى العوالم الاعلى ويخبر عنها ببيان فلسفي.

 

ورأى ان الشهود يعتبر اهم تفاوت بين المشاء والاشراق قائلا ان السهروردي ومن خلال طرح المتافيزيقيا ابرز هذا التباين. ولا نشاهد من بين الفلاسفة، فيلسوف اتخذ خطوة جبارة على طريق الحكمة الالهية او النورية. فالحكمة النورية تنظم الدنيا على اساس فكر النور والعتمة. وكان هذا الفكر مطروحا قبل الاسلام، لكن السهروردي وسع من نطاقه من خلال حكمة الاشراق.

 

وقال انه ان اعتبرنا ملاصدرا "فيلسوف الوجود" فيجب اعتبار السهروردي "فيلسوف النور". ولديه الى جانب نظام الاشراق، موضوعات بحثية لم تتحصل عن طريق الشهود. وهذه الموضوعات اثرت بشكل كبير على المستقبل الفلسفي للاسلام.

 

ثم تحدثت طاهرة كمالي زادة مؤلفة كتاب "المبادئ الحكمية للفن والجمالية في رؤية شهاب الدين سهروردي" فقالت ان تكريم السهروردي وحكمة الاشراق هو في الحقيقة تكريم للفلسفة الايرانية الاسلامية. ان السهروردي الذي اسس حكمة الاشراق، يعتبر نفسه مجددا للحكمة النورية للايرانيين القدامى. وقام بنقل الحكمة المعنوية للايرانيين ما قبل الاسلام الى عهد ازدهار الحياة الاسلامية واحياها. ولذلك فان هنري كاربن قارن السهروردي بسلمان الفارسي لانهما كلاهما يعدان همزة الوصل بين الاسلام و ايران.

 

واضافت ان السهروردي شأنه شأن سائر الحكماء الاسلاميين لم يشر بشكل مباشر الى الفن، لكن ومن خلال الافادة من المنافذ المقدمة من قبله عن ما بعد الطبيعة، يمكن تبيان مبادئ الفن الاشراقي والتقليدي. ووفقا لتوجه هذا الكتاب فان الفن يمكن ان يكون افضل تجسيد للاشراق.

 

واوضحت كمالي زادة ان الفن الاسلامي له وجهان مادي وحكمي وان حكمة الاشراق يمكن ان تشكل القاعدة الحكمية والمعرفية لهذا الفن. والنور في فلسفة اشراق، هي رمز المعرفة والوعي الذاتي وتشكل اساس فلسفة السهروردي. ويمكن حصر هذه الفلسفة بالمعرفة. فالمعرفة الاشراقية لها ميزاتها ويمكن ان تكون اساسا حكميا للفن الاشراقي.

 

وبينت بان "التفاوت بين المعرفة الاشراقية والمشائية، لا يقتصر على البحوث النظرية" قائلة ان المعرفة الاشراقية متعلقة بروح الانسان ومن المقرر ان تتحقق في الحكيم الاشراقي. والفنان في الفن التقليدي، يحقق بداية من خلال السير والسلوك حقائق في باطنه كما ان اعماله الفنية هي تجل لبواطنه.

 

وتابعت انه وفقا لحكمة الاشراق، فان الحكمة والفن، هما حقائق يمكن ادراكهما عن طريق الشهود. وعالم المثال هو العالم الوحيد الذي يمكن للفنان الاشراقي مشاهدة حقائق الاشياء من خلال الصعود اليه ورسمه في هذه الدنيا. مثلما ان فن الرسم في الفن الاسلامي، يشكل افضل تجل لعالم المثال.

 

واعتبرت ان رسالة "مؤنس العشاق" للسهروردي تشمل معظم نظرياته حول الفن وقالت انه وفقا لهذه الرسالة فان الجماليات الحسية هي جزء من جماليات عالم الانوار وان ادراكها يمكن ان يؤدي الى الشهود الباطني والشهود الحقيقي للجمال.

 

 

 

المصدر: ايبنا

 

 

 

 

Jul 31, 2011 13:58
انقر فوق حساب : 287

مؤسسه ابن‌سينا الثقافية والعلمية - ساحة قبة ابن‌سينا - ايران - ص.ب: ١١٣٦ 

٩٨٨١٣٨٢٦٣٢٥٠+  -  ٩٨٨١٣٨٢٧٥٠٦٢+

 

info@buali.ir