اليوم العالمي للفلسفة يصنع الحضارة

مدرّس مجمع النبي الأعظم (ص) للتعليم العالي وأستاذ فلسفة التربية، الدكتور علي محمد صابري يقول: إن اليوم العالمي للفلسفه هو يوم حوار عالمي بين علماء الشرق والغرب، وإذا كان هذا الحوار يرتكز علي مباديء سقراطية ويهدف الي بيان الحقيقة، فإنه سيؤدي الي التثقيف وصناعة الفكر والحضارة.

 

 

وأفادت وكالة أنباء الكتاب الإيرانية "إيبنا" أن مدرّس مجمع النبي الأعظم (ص) للتعليم العالي وأستاذ فلسفة التربية الدكتور علي محمد صابري يقول: إن اليوم العالمي للفلسفه هو يوم حوار عالمي بين علماء الشرق والغرب، وإذا كان هذا الحوار يرتكز علي مباديء سقراطية ويهدف الي بيان الحقيقة، فإنه سيؤدي الي التثقيف وصناعة الفكر والحضارة.

 

هنالك فروق كبيرة بين فلسفة الشرق وفلسفة الغرب، لأن الأخيرة بنيت علي العقل التقليدي والحجج الفلسفية والعقل البشري المستقل، لكن فلسفة الشرق مدينة بالتصوف ولها أبعاد عرفانية، لذلك يجب بحث نقاط الخلاف والإشتراك بين فلاسفة الغرب والشرق في اليوم العالمي للفلسفة في هذا الحوار بين علماء المدرستين، والتوفيق بينهما. ففي تاريخ الفكر الإيراني الإسلامي نري علماء كبار مثل "ابن سينا" و"ملاصدرا" كانا ينعكفان علي التزكية والمكاشفات الروحانية، فضلاً عن إنشغالهما في الفكر الفلسفي وتأليف الكتب، هؤلاء العلماء كانوا يهتمون بجلاء النفس وتهذيبها وتزكيتها الي جانب نشاطهم الفكري والفلسفي، ولذلك كانت لأعمالهم أثر كبير وعميق في الوجدان الإنساني والنفوس، لكن فلسفة الغرب لاسيما من هيغل فصاعداً، تكّونت علي اساس الفكر البشري.

 

وفي هذا السياق، لن تجدي الندوات والمؤتمرات الفلسفية نفعاً‌ ولن تكون معمقة ومثمرة، ما لم يرافقها الفعل، فواحد من هذه الأفعال هو إنشاء مراكز ومؤسسات فلسفية للتعريف بالفكر الفلسفي علي عامة الناس، فبإمكان وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ووزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا شراء الكتب الفكرية وإرسالها الي المدن، لتنمية الفكر الفلسفي في مختلف المدن الإيرانية.

 

وفي المؤتمر الدولي ليوم الفلسفة العالمي استحوذت عدة مواضيع علي أهمية خاصة، منها علاقة الفلسفة بالعرفان، والإجابة علي سؤال حول عدم وجود مدرسة فلسفية قوية في إيران بعد ملاصدرا، كأن الفلسفة في إيران تراوح مكانها بعد وفاة الفيلسوف صدر المتألهين، وتوقفت. فسبب ذلك يعود الي عدم الإهتمام بالإنسان الرباني الإلهي. اليوم الفلسفة السائدة في بلدنا ترتكز علي الإصالة‌ الوجودية الجوهرية، وفي حال إرتكاز هذه الفلسفة علي الذات المقدس وأسماء الله الحسني التي يعتبر الإنسان أهم مظهر لها، فكانت فلسفتنا قد تطورت بعد ملاصدرا تطوراً‌ عظمياً.

 

والنقطة المهمة الأخري، أن التعليم والتربية والتثقيف تتحقق عبر الفلسفة ولن تكتمل تربية‌ الإنسان إلا في حال خضوع فطرته للعقل والحكمة، الفلسفة إحدي ركائز التربية ومبادئها، لأنها تعلّم الإنسان كيفية جعل العقل يتحكم بسلوكه ومعاملته، فمن الممكن أن نغتنم الفرصة‌ في هذه الندوة ونستشير الفلسفة حول أساليب التعليم والتربية.

 

يجب ألا تختزل الفلسفة في إيران في مؤتمر اليوم العالمي للفلسفة، لأن مجتمعنا بحاجة ملحة للعقلانية والمعنوية والهوية، هذه قضايا تتحقق من خلال الفلسفة، بالتالي، فإن مؤتمر يوم الفلسفة العالمي فرصة كبيرة يجب إغتنامها لإيجاد آليات عملية لتعزيز ثقافة المجتمع وفكره.

 

فمن هنا اقدّم إقتراحاً آخراً لإضافة مادة الفلسفة الإيرانية الإسلامية الي المواد الدارسية في الجامعة كمبدأ لكافة العلوم في جميع الفروع الجامعية، وذلك بهدف تحقيق تقدم كبير في مجال الفلسفة، ففي جميع دول العالم، يضطر الطلاب في كافة الفروع لأخذ عدة‌ مواد فلسفية، لأن الفلسفة هي أساس العلوم ولايمكن نسيان تقاليدنا الفكرية في ظل الحداثة‌ في العالم.

 

والقضية المهمة الأخري‌ التي يمكن أن يُعتني بها في هذا المؤتمر، هي النصوص العرفانية والفلسفية الكثيرة التي ظلت مجهولة لحد الآن، مثل النصوص الفلسفية للفيلسوف "بابا افضل كاشاني" وفلاسفة كبار مثل الشيخ سهروردي.

 

وسابقاً،‌ سافر مفكّرون مستشرقون أمثال "كربن"، "نيكلسون" و"ماسينيون" الي إيران، مستفيدين من أعمالنا الفلسفية وثقافتنا، لكن لماذا هذا التعاون والتعامل غير موجود في الوقت الحاضر؟ ولتدارك هذا الموضوع والنقص، بإمكاننا التعريف بمدن مثل "نيشابور" و"كناباد" و"خرقان" التي تتمتع بخلفية فكرية ملحوظة كمركز إيران الفكري والقيام بإجراءات في هذا المضمار.

 

آمل ألا تنحصر الجهود المبذولة في حقل الفلسفة في يوم الفلسفة العالمي وأن نشهد تعاوناً وتعاملاً أكثر بين أصحاب الفكر في المجتمع، لكي يتطور وينمو الفكر في بلدنا.

 

 

المصدر: ايبنا

 

 

 

Aug 24, 2010 09:48
انقر فوق حساب : 614

مؤسسه ابن‌سينا الثقافية والعلمية - ساحة قبة ابن‌سينا - ايران - ص.ب: ١١٣٦ 

٩٨٨١٣٨٢٦٣٢٥٠+  -  ٩٨٨١٣٨٢٧٥٠٦٢+

 

info@buali.ir