الغرب المؤمن بالقرية العالمية أصبح يفتش عن السعادة خارج قريته وفي الإسلام

الغرب المؤمن بالقرية العالمية أصبح يفتش عن السعادة خارج قريته وفي الإسلام
أكد العلماء والأكاديميون المشاركون في ندوة "كورونا؛ القرية الكونية والقرآنية الآمنة" عبر الفضاء الافتراضي في بيروت أن جائحة كورونا التي تشهدها العالم منذ ثلاثة أشهر أوجدت زلزالاً أممياً في شتي مجالات الحياة مؤكدين أن الغرب المؤمن بالقرية العالمية أصبح يفتش عن السعادة خارج قريته وفي الإسلام.

 

 

ونظمت المستشارية الثقافية الايرانية لدى لبنان ندوتها الفكرية الرابعة التي أقيمت ضمن سلسلة "جدليات كورونية" عبر الفضاء الافتراضي تحت عنوان "كورونا؛ القرية الكونية والقرية الآمنة الآمنة" (مقاربة فكرية حول مفهوم القرية الآمنة بعد تصدع مفهوم القرية الكونية ونظريات نهاية التأريخ وصدام الحضارات إثر التداعيات التي ولدتها جائحة كورونا(.

 

وأقيمت الندوة عبر تطبيق Zoom Cloud Meeting، وشارك في النسخة الرابعة من الندوة كلّ من: الكاتب والباحث المغربي الدكتور ادريس هاني للحديث عن "كورونا ومصير القرية الكونية العالمية ـ نهاية التأريخ وصدام الحضارات؛ ما الذي يغير ـ"، والأستاذ في الحوزة العلمية في قم المقدسة للتطرّق إلى "أزمة الهوية العالمية في ظل جائحة كورونا وسقوط نظريات المدارس الوضعية"، وعضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ورئيس جمعية الفتوى الاسلامية في لبنان الشيخ الدكتور "زياد عبد الصاحب" الذي تحدّث عن "القرية الآمنة وشريعة رب العالمين"، بالإضافة إلى الباحث الاسلامي والأستاذ الجامعي الشيخ الدكتور "محمد شقير" متكلّماً عن "إنهيار القرية الكونية والطريق الثالث".

 

وفي بداية الندوة، ألقى المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان "الدكتور عباس خامه يار" محاضرته بعنوان "كورونا؛ العولمة والقرية الكونية" جاء فيها:

 "بسم ‌الله الرحمن الرحيم منذ الأيام الأولى لوصول الضيف غير المرغوب به، غردتُ بأن "تبعات جائحة كورونا العالمية وعدم قدرة العالم على إدارتها ستستمر مع عواقب وخيمة على الاقتصاد والعلوم والثقافة والبيئة وأسلوب الحياة وحتى مستقبل الفكر البشري".

 

واضاف إنّ "كوكبنا سيكون مختلفًا بشكل واضح ما قبل وبعد كورونا." ولكن اليوم، بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على انتشاره، لم يكن بوسع أحد أن يتخيل أن عواقبه الجَمّة ستكون سريعة وساحقة لدرجة أن العالم الغربي المليئ بالمطالبات سوف يكون عرضةً بشكلٍ ساحقٍ إلى هذا الحد! لقد اكتشف كل من المُنظّرين والباحثين هذه الظاهرة من زاوية، ولكن المهم هو تأثير كورونا على النظام النيوليبرالي وعولمته وتمزق القناع عن الوجه الحقيقي لهذه المدرسة الفكرية وما يُسمّى بالنظام الدولي الحديث، و القرية الكونية المعبّر عنها بمصطلح العولمة. وأكثر من أي شيء آخر، تمكنت كورونا من ضرب ما يسمّى بالحضارة الناشئة و الحديثة، و استهدافها بدقةٍ وبقوة استثنائية وذكاء هائل و إبداع مبتكر. أعاد هذا الحدث إلى السطح، نظريات "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" لفرانسيس فوكوياما و "صراع الحضارات" الذي ألقاه صموئيل هنتنغتون، وهو نظرة غربية استعلائية علي البشرية جمعاء، ونتيجة لانهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 و الشغف الذي حصل بعد ذلك.

 

وتابع قائلا: لقد شوهت مفاهيم مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، و التكنولوجية المتفوقة التي بَنى الغرب ادعاءاته عليها، وكشفت المفاهيم غير الواقعية لهذه المدارس ورؤيتها الخادعة للإنسان و عرضتها بشكل مخزٍ جداً. ولقد ضربت كورونا عمق القاعدة الفولاذية علي ما يبدو والهيكل الفكري والسياسي والاقتصادي والمالي للقرية العالمية بطريقة تستغرق الكثير، للعودة إلى وضعها الأصلي. وكشفت حرب كورونا العالمية عن ضعف نظام العولمة والاحتكار النيوليبرالي والمؤسسات التابعة له، في كافة المجالات و منها الصحة والعلاج والخدمات، و فضحت أخلاقياتها، و وحشيّتها، و عدم تقيّد وكلائها في مختلف الأبعاد، و درجة الحقد التاريخي و الخبث و العنصرية وتفوقها على نظرائها، ولقد استطاعت الكشف عن مدي الفراغ في الهياكل والمنظمات والمؤسسات الرسمية الدولية الرفيعة المستوى وتمزيق القناع عن وجوههم الزائفة. وأظهر هذا الوباء وجود مرضٍ متجذّرٍ في النسيج العقلي وخللٍ عميقٍ في النظام الرأسمالي اللاإنساني، وهو أكثر خطورة ورعباً بكثير من فيروس الكورونا نفسه. على غرار قطيع من الأغنام الذي وضَعه الغربيون في جدول أعمالهم لمرضى القلب المصابين بكورونا، و لكي ينتشر الفيروس إلى معظم الناس في المجتمع، و يتم إرسال المسنين الذين لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج والذين يعتبرون عبئًا على المجتمع، إلى القبور؛ حتي يبقي الأصغر سناً والأكثر قدرة، على قيد الحياة و ينجو من المرض و يحصل لديهم المناعة، لكي يكونوا قادرين على تحريك العجلة الاقتصادية الرأسمالية؛ فماذا يعني هذا ؟ غير أنه يكون قانون الغابات و قانوناً ضد البشرية في صراع البقاء الحديث من وجهة نظر داروين؟ وهو معروض أيضًا بأبشع صوَره اليوم.

 

واضاف المستشار الثقافي الايراني ان هذا "العالم الجديد" هو نتاج حرب صعبة وغير متكافئة مع عدو مجهول سيضرب دون أن يُرى، وسيجبر "إمبراطورية الهيمنة" و قريتها الكونية على الاستسلام. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى الإيمان الرومانسي لهذه المجموعة من الفلاسفة، مثل كيرك جارد، وبيركسون، وشلايرماخر، الذين اعتقدوا أنّ الحياة البشرية فارغة في غياب الإيمان. ما معنى وأهمية الحياة التي يعبدها العقل ولا يميل إلا إلى العلم ولا يري للروح دوراً في اكتشاف سر الوجود ؟! فيجب علي المفكرين أن ينهضوا بوجه عبثية ما يحدث بناء علي فلسفة ميشيل فوكو حول تفوق "الحرية" على "الصحة"؛ الحرية التي ارتكبت الغرب ما ارتكبت من جرائم باسمها، أو حربًا مدمرة فرضتها على الأمم، أو أراقت دماءً و جرت أنهاراً منها!!! السؤال الأكثر إلحاحاً اليوم هو: ما قيمة الحرية وما تأتي بها ومفهومها،عندما يتم دفع أفواج الناس إلى حُفر المقابر، أو يتركون في جانب الأرصفة وشوارع في واشنطن وروما و باريس ليموتوا؟ و هم محرومون من الحد الأدنى من الخدمات الصحية و العلاجية و الكرامة الإنسانية أيضاً ؟!

 

و اكد إنّ ما يحدث اليوم هو النتيجة الطبيعية للعولمة والنظام الرأسمالي المتمرد و الحداثة، الذي يفتقر إلى القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية. لا تزال كورونا في مهدها، والآن تم إزالة أقنعة النفاق من مؤسسي ومديري الحداثة الجامحة واحدة تلو الأخرى، وتم عرض وجوههم الحقيقية والمُرعبة. يبدو أننا في خضم ولادة عالم جديد. هذا العالم ليس عالم "رعاة البقر " الذي يفرض إرادته على الآخرين بإطلاق النار، ولا العالم الذي تمتلك فيه القوى المهيمنة السيطرة وحدها، ولا العالم الذي يمكن فيه إنكار التراث الإنساني. هذا "العالم الجديد" هو نتاج حرب صعبة وغير متكافئة مع عدو مجهول سيضرب دون أن يُرى، وسيجبر "إمبراطورية الهيمنة" و قريتها الكونية على الاستسلام. اليوم أكثر من أيّ وقت مضي نحتاج إلي الإيمان بالقرية الآمنة التي أشار القرآن الكريم إليها: «وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ» و لا نكون من الذين كفروا بأنعم الله كما عبّر عنهم القرآن: فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ.

 

إنهيار القرية العالمية التي يزعمها النظام الرأسمالي هو آت

وبدوره، ألقى الكاتب والباحث المغربي الدكتور ادريس هاني محاضرة بعنوان "كورونا ومصير القرية الكونية العالمية ـ نهاية التأريخ وصدام الحضارات؛ ما الذي يغير" في هذه الندوة وجاء فيها: "هناك مقاربات لبعض فلاسفة اليمين المحافظ الذي هو الآن يقود مصير الحداثة السياسية والإقتصادية في العالم ويشكل فلسفة المركز أو مركز المراكز في العالم اليوم وهو أن هناك أمراً واحداً يجمع بين ماركس ونيتشه كلاهما يهدف الي النهاية أي كلاهما يتحدث عن النهاية واحد يتحدث عنها برسم الحتمية أنه حتما ستنهار الرأسمالية ونيتشة يتحدث يتوقف الأمر عنده علي الإرادة بناء علي مفهوم الإرادة عن شوبنهاور وكلاهما يتجه نحو المستقبل وأن يكون الرجل الأخير أو السوبرمن.

 

واضاف: أريد أن أذكر بأمور بالدراية لأنها منهجية بالنسبة لي بعضها يتعلق حينما نريد أن نعاقر موضوعاً حساساً الآن أصبح له علاقة حتي بالهواء الذي نتنفسه يقال أنه دعنا من الأفكار المثالية ولنتنفس هواء الواقع وطبعاً هذه الأمور تصدر من نوايا طيبة ولكنها خطيرة. وما نحن بصدده هو تفكيك للفلسفات المؤسسة لهذا الطغيان والإستكبار العالمي. ان السياسة إن لم تمارسها تمارس عليك وأيضا المفاهيم أيضاً ما لم تفهمها وتتفهمها فإنها لن تفهمك وستمارس عليك لأن هذه الفلسفات وهذه الأفكار تتحول الي برامج ثم يأتي منفذوها.

 

 وختم إدريس هاني بالقول هذا يعني إننا أمام موجبات إنهيار هذه الحضارة وهذه القرية التي سوف تنقلب علي عروشها ولكنهم يريدون أن يهربوا بأكياس الربح.

 

لاسعادة الا بالإيمان

من جانب آخر، ألقى عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ورئيس جمعية الفتوى الاسلامية في لبنان الشيخ الدكتور "زياد عبد الصاحب" محاضرة بعنوان "القرية الآمنة وشريعة رب العالمين" في هذه الندوة الالكترونية مؤكداً فيها: " الغرب المؤمن بالقرية العالمية أصبح يفتش عن السعادة خارج قريته وفي الإسلام. وان فيروس كورونا المستجد أظهر ضعف الغرب، وعلينا أن نعلم جميعاً بأن العالم بعد كورونا ليس هو العالم قبل كورونا، بمشية الله إهتز العالم وبإرادة الله الدول التي إهتزت هي الدول الكبري أي الدول التي هي صاحبة العولمة والقطبانية وهي الدول الكبري. وكل هذه الدول الكبري والعملاقة لم تستطع فعل شيئا بل عجزت كل العجز أمام هذا الفيروس الذي لايري بالعين المجردة وهذه قدرة الله سبحانه وتعالي.

 

وهنا إشارة ربانية ورسالة إلهية للبشرية كلها لكل أهل الأرض تفيد بأنكم اذا ما حصل عندكم الغرور والغطرسة والإستكبار فأنتم ضعفاء أمام قدرة رب العالمين. وأريد أن أبين في ناحية معينة وفي نقطة مركزة عظمة الإسلام ولنفتخر بديننا الإسلامي وسنة نبينا (ص) حتي أصبح الغربيون يشعرون أنه البديل مؤكدا ان إنتشار الإسلام في الغرب لم يبدأ مع الكورونا إنما بدأ في الخمسينات وهذه الصحوة الإسلامية في الغرب تزيد يوما بعد يوم. وان الغربيين أصبحوا يفتشون عن السعادة الروحية والنفسية التي توصلوا الي أنها لا تتحقق الا بالإيمان والغذاء الروحي والغذاء القلبي كما قال تعالي "أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". وكلنا نري إنتشار الأمراض النفسية وخاصة في الغرب حيث تنتشر الأمراض بكثرة ومن هنا أركز أن الإسلام هو البديل لأن شريعة رب العالمين هي المعصومة وهي الشريعة السمحة الربانية والتي ذكرها سيدنا رسول الله (ص).

 

واضاف: ومن ناحية الأمن الصحي لعلكم سمعتم بما نشرته 15 آذار مجلة "نيوزويك" الأمريكية وهي تعتبر أشهر مجلة أمريكية من تقرير طبي لدكتور ذكر عظمة رسول الله (ص) عندما تحدث عن الكورونا وعلاج هذا الوباء. فقال أن أخصائي الاوبئة علي المستوي العالمي وذكرهم بالإسم قال إن هؤلاء يوصون بالنظافة وغسل اليدين فيتساءل الكاتب في المجلة هل هناك من يعرف من أوصي بهذا العلاج قبل هؤلاء الأخصائيين؟ إنه محمد رسول الله (ص) منذ 1400 سنة. وقال النبي (ص): "إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا متفقٌ عليهِ" فيقول الكاتب أن ما أشار اليه رسول الله (ص) هو الحجر الصحي. وفي الإسلام في أي مناسبة فيها زحمة لدينا الإغتسال وهو عمل محبب علي سبيل المثال قبل صلاة الجمعة يقوم المسلم بالإغتسال وبعد الجنابة يقوم المسلم بالإغتسال وعند صلاة العيد يقوم المسلم بالإغتسال وعند أداء مناسك الحج يقوم المسلم بالإغتسال.

 

أزمة الهوية العالمية في ظل جائحة كورونا

من جانبه ألقى الأستاذ في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، "سماحة الشيخ صادق اخوان" كلمته حول " أزمة الهوية العالمية في ظل جائحة كورونا وسقوط نظريات المدارس الوضعية" جاء فيها: "حقيقة نحن لما نشاهد المدارس الوضعية خصوصاً في القرون المتأخرة نشاهد أن تعاملها مع حقيقة الانسان وهوية الانسان إنما هو تعامل آلي يعني تتعامل معها كأدوات الانتاج وتتعامل معها باعتبارها أدوات تنفع الفائض الاقتصادي أكثر مما تتعامل مع هويتها على أساس أن لها قيمة ذاتية، وهذا لم يكن الا تحقيراً فاضحاً لهوية الانسان.

 

ولكن المدارس القيمية كالمدارس المنتسبة الى الديانات الالهية نشاهد أنها تعطي للانسان كرامة ذاتية كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" وكذلك قال "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" يعني أنّ الانسان يُمنح الكرامة الذاتية وبها يصل الي مقام الخلافة الالهية العامة. اذن اذا قسنا هاتين الرؤيتين فنحن نشاهد نقائص جليّة بارزة في المدارس الوضعية التي قامت علي اُسس نفعية متبنية اصالة المادة.

 

واكد: هذه الجائحة التي تشهدها العالم منذ ثلاثة أشهر أوجدت زلزالاً أممياً في شتي مجالات الحياة من الاسس النظرية للحضارة المدنية الي الاساليب الاجتماعية في ادارة المجتمع حتي الوصول الي نمط حيوة المجتمع الغربي بل العالمي. مهما حاول بعض زعماء الاستكبار العالمي التستُّر علي هذا التحوّل والانقلاب الذي ينبئ عن دق النواقيس للإعان عن انهيار القيم و المعايير الغربية وعدم جدارتها لكي تكون هي الممتازة والأمثل و الأسوة في المسرح العالمي. فالفشل الذريع للمدارس و النُخَب الاجتماعية الغربية في مواجهة جائحة كرونا، مع ما كانت تذيع من ادعاءات و مبالغات في ساحة نمط الحيوة وحلّ الأزمات المادّية والروحيّة بصورة تكون هي وحدها الجديرة بالتحكّم و التدخّل في المدارس والجامعات الأوروبية والأمريكية بل العالمية. فالعالم اليوم يشاهد في ظل هذا الوباء، أنَّ جميع هؤلاء يعترفون بحقارةٍ و ذلةٍ وخسّةٍ أنّهم عاجزون عن عرض وَصفة اجتماعية و اخلاقية وبرنامج متكامل لمعايشة ومواجهة هذا الوباء، ولم يكن ذلك الا لجهلهم بحقيقة الهوية البشرية و الانسانية.

 

وختم بالقول نسأل الله تعالى ببركة هذا الشهر الفضيل أن يعَجِّل في زوال هذه الكارثة الانسانية بأكملها. انما العصر الذي نستقبله في ما نعبر عنه بعصر بعد كورونا يكون عصر انهيار القيم و المعايير والمقاييس المفروضة من قبل الغرب علي العالم في شتّي مجالاته.

 

"الإسلام هو الحل": بديل حضاري علي المستوي الكوني

وبدوره تحدث في هذه الندوة، الباحث الإسلامي ومدرس الفلسفة في الجامعة اللبنانية الشيخ "محمد شقير" حول "إنهيار القرية الكونية والطريق الثالث" واليكم نص المحاضرة: "موضوع الندوة هو عبارة عن إشارة الي التفكير بطريقة ثالثة ونحن كـ متدينين وإسلاميين نتحرك بهذا الإتجاه وقد كتبت مقالين في هذا السياق الأول حول الرأسمالية والثاني حول الماركسية. ولعلنا جميعا نتفق علي هذه النتيجة الدالة علي إنهيار أطروحة الرأسمالية بجميع تعبيراتها وخصوصا فيما يرتبط بالـ نيوليبرالية التي سخرت أمرين هما "الديموقراطية" التي هي أداة من أدوات النيوليبرالية و"الليبرالية" أيضا بمفهومها السياسي والإجتماعي والفردي التي كانت ومازالت من أدوات النيوليبرالية.

 

واضاف: الحل بعد إنهيار الرأسمالية لن يكمن في العودة الي الماركسية. ولو لدي البعض نوع من الحنين الماركسي. وهناك الإشتراكية الديموقراطية وهناك الإشتراكية الماركسية الأولي طبقت في بعض الدول الإسكاندينافية وهي تتماشي مع مفهوم ومعني العدالة بالمفهوم الديني والإسلامي. وهناك الطريق الثالث والحركات الإسلامية ترفع شعار الإسلام هو الحل ولكن أعتقد أنه ليس شعار فحسب إنما نحن ننظر له بمثابة بديل حضاري علي المستوي الكوني وما يرتبط بما تعاني منه العولمة وعلينا أن نقدم أطروحة متكاملة هذه الأطروحة يمكن أن تستجيب للهواجس والأزمات الكبري التي تطرح.

 

و شدد بالقول: ونحن علي المستوي الفكري الإسلامي لدينا مدارس فكرية وتيارات فكرية متنوعة وأصل الإختلاف بالتأريخ الديني أمر واضح بما في ذلك علي المستوي الفكري والثقافي والآيديولوجي. وعندما نقول إننا نريد تقديم طريق بديل ولدي كتاب طبع بمركز الحضارة بعنوان "فلسفة العدالة وإشكاليات الدين والدولة والإجتماع الإنساني" ونحن عندما نريد أن نقدم طريقا ثالثا يجب أن يرتكز علي العدالة كـ قيمة أساسية تأسيسية معيارية مطلقة وأقول إننا اذا أردنا طرح هذا الطريق الثالث علينا العودة الي العدالة دون أن نفارق القيم والأسس الدينية. والقرآن الكريم عندما يتحدث عن الرسالات "لَقَد أَرسَلنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ وَأَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالميزانَ لِيَقومَ النّاسُ بِالقِسطِ" ونحن عندما نتحدث عن نهاية التأريخ نحن نشترك مع كل النظريات بأن هنالك نهاية للتأريخ لكن اذا كانت نهاية التأريخ عند "فوكوياما" وغيره هي رأسمالية أو ليبرالية فـ نحن نعتقد علي المستوي الديني بأن نهاية التأريخ هي نهاية خلاصية وبأن نهاية التأريخ علي المستوي الإسلامي هي نهاية مهدوية.

 

واضاف: بتقديري إذا إستطعنا أن نفهم ديننا وأن نقدم أيديولوجية عدالة وأن نتجاوز طغيان البعد الفقهي والكلامي في الدين برأيي سوف نسلك الطريق الصحيح لأننا الآن نحاول أن نقدم أنفسنا كـ بديل حضاري وهذا الخيار البديل هو خيار أخلاقي يرتكز علي الأخلاق بشكل أساسي وهذا يحتاج الي أن نعيد فهم الدين ونعيد التوازن بالأبعاد المعرفية القائمة في الدين. وهذا الضعف في الجانب الأخلاقي والمعنوي علينا أن نقوم بترميمه وأن نؤسس المنظومة الدينية علي هذا الأساس واذا إستطعنا أن نعمل هكذا سنكون قادرين علي تقديم عدالة تقوم علي الأخلاق ليكون هذا المضمون بمثابة تمهيد ليوم العدالة المهدوية لأن التمهيد للعدالة يجب أن يكون بالعدالة.

 

من جانبه قال أستاذ الاعلام الدكتور حسن حميّد: تحيتي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرا جزيلا للدكتور خضر وشكرا جزيلا للسادة العلماء واساتذة الجامعة جميعا، ولي الشرف بان اكون معكم في هذا الحوار وفي هذا الحديث المهم جدا، استمعت بافاضة حوالي ساعة من الزمن لحضراتكم، ولكني اود ان اقول ببساطة شديدة وربما على نقيض مما سمعناه وربما استثني الدكتور شقير. هل نصّدق باننا في قرية كونية؟.هل هذا الامر حقيقي؟ في رأيي ان هذا العالم لم يكن ولا في لحظة من اللحظات قرية كونية. هذه فكرة طوباوية مثالية، مع الاسف الشديد كلنا نحاول سواء من جهة الاقتصاد او السياسة او من جهة الدين او العلاقات او من الجهة القيميّة، نحاول ان نجعل هذا العالم قرية كونية.

 

وقال الباحث السياسي د. ناجي أمهز : الحديث الذي تفضل به الاساتذة والعلماء الاجلاّء هو ان القرية الكونية بمعنى انه كيف الان نحن نتحدث معك، كأنني قريب منك.وكذلك المقصود منه باالتجارة والصناعة والاقتصاد والسياسة.

اما الكاتب والروائي الفلسطيني د. حسن حميّد قال: الفكرة الاساسية التي اود ان أؤكد عليها هي ان العالم ليس قرية كونية، هذه فكرة طوباوية، والا لماذا هذه الحروب في الاقتصاد وفي القيم والاديان، وهذه المناكفات الموجودة، والسدود التي تُبنى هنا وهناك. حاول العالم في طرق مختلفة من اجل ان يجعل هذا العالم قرية كونية، من خلال شيوع العلوم والافكار والكثير من النظريات، يعني حاول الاشتراكيون ان يجعلوا العالم قرية كونية، من لون واحد وطريقة واحدة، وحاول الرأسماليون ايضا بان يجعلوا هذا العالم قرية كونية. وفي نظري ان اكبر كاشف بان هذا العالم ليس بقرية كونية هو، هو هذا الحدث الان، كنا نسميه سابقا بالهواء الاصفر او الطاعون او تسميات مختلفة اخرى، كما جاء على لسان ابن سينا وغيره من الاطباء، وحتى من قبل الغربيين عندما تحدثوا عن الطاعون وانه جاء من الشرق.. . كيف ان كل بيت يغلق الباب على نفسه وكيف ان كل دولة من الدول مثل ايطاليا " البندقية" وفرنسا و... كانت تنتظر متى تمتلأ مقابر كل ولاية او دولة من هذه الدول الموجودة.

 

وتابع قائلا: الفكرة الاساسية التي اود ان اقولها هي عندما تنزاح هذه القيّم تصير حالة انزياح غير عادية لهذه القيم. ويظن الاخر بآنه هو الذي يتحكّم في العالم، هو الذي يسيطر. ومادامت فكرة الهيمنة والسيطرة موجودة في اكبر الدول العالمية، على رأسها الولايات المتحدة الامريكية واوربا التي لاتنظر الى الاخر إلا بوصفه تابعا او ذليلا او هامشيا او من الناس الذين يصطادون" يأخذون المال والصحة و.... ". وكل هذه كُشِفَت.. . لكن الازمة التي نحن فيها الان وهي كورونا، حيث كان لدينا سابقا السيدا، للاسف الشديد اخذت السيدا الملايين من الناس، ومازالت تفتك بهم حتى هذه الساعة، كل هذه لها علاجات وادوية. ولكن وللاسف الشديد هذه الدول متحكمة بمقادير الشعوب، " انا اعطيك من اجل ان تكون معي وإلا ليس لك شئ". وانتم ترون الان هذه الخلافات والمناكفات الغير عادية، على مستوى دول كبيرة جدا مثل الولايات المتخدة الامريكية والصين مع روسيا. في ايطاليا على سبيل المثال كيف هي هذه الوفيات الهائلة، ونرى كيف ان احدى الصحفيات الايطاليات جاءت وقدمت لبومبيو هدية تليق به حقيقة حول هذا الامر. ببساطة شديدة، هذا هو رأيي وهذا ماقرأته وتعلّمته من كتبهم، وايضا كوني استاذا جامعيا واديبا. كل ماعرفته ان هذا الغربي لايعترف بهذا العالم ولايريده ان يصبح بموازاته ولايريد له ان يعيش حياة طيبة.

 

من جانبه قال الدكتور حسن حميّد: هذا صحيح دكتر خضر وانت تعرف في القرن السابع عشركيف اجتمع الفرتسيون من كل الاتجاهات وحقول المعرفة كلها حتى بما فيها الدين، اجتمعوا ليقولوا كيف نحافظ على هيبتها في المجتمع الاوربي، ولم ينظروا الى الاخر. هذا امر، والامر الاخر في عام 1907 ايضا، في بداية القرن العشرين، عندما حاولوا وتسائلوا بان لايسمحوا للحضارة بان تنتقل الى اماكن اخرى، وان يحددوا المخاطر على حضارتهم الاوربية، ولذلك وجدوا ان الاسلام هو الخطر الاكبر وان الضفة الشرقية للمتوسط هي الاكبرخطرا، لان هذه المنطقة تتحدث بلغة واحدة ولها دين واحد ومعتقد واحد ولها مشتركات كبيرة وتاريخ واحد ودم واحد... لذلك خافوا من هذا وجاءوا بالكيان الصهيوني وزرعوه في هذه المنطقة. باختصار شديد، هذه الاشياء الكبيرة التي تحدث في العالم ومنها هذا الوباء او الفيروس كورونا، هو الذي يقول لنا ببساطة بانه لاتوجد عدالة، كما تفضّل الاخ الدكتور محمد شقير، للاسف الشديد ان الحل ربما يكون بالعدالة ولاوجود لحل آخر سوى هذه العدالة، بعيدا عن هذه الحروب السياسية او الاقتصادية او حروب الجامعات وحتى الحروب الموجودة بين الكتّاب والمثقفين والادباء. انا ككاتب فلسطيني، وانت من الجنوب تتحدث عن ارضك.

 

و قال الدكتور ادريس هاني: إن مفهوم الدولة والسيادة تزلزل في اطار العولمة، ففي نهاية التسعينيات وبداية الالفين كتبت كتابا حول العولمة وحوارها، لكنني سميته المفارقة والمعانقة، اننا نتعانق ونتفارق في نفس الوقت، وهنا ابدأ بدرجة الصفر من العولمة، اعتقد انها بمثابة تأسيس قرية كونية، مجمّع دولي دارويني، القوي يأكل فيه الضعيف، لذلك اقول بانه يوجد تواصل ويوجد معانقة وايضا يوجد مفارقة، هناك مركز وهناك هامش، لاينفي في اننا اصبحنا في عالم متقارب متداخل ولكن في نفس الوقت عالم متناقض يقوم على ذات فلسفة التاريخ الهيجلي، هي نفسها التي قُرِأَت بمستويات مختلفة، جوهرها صراع من اجل الاعتراف بين السادة والعبيد. د. حسن حميّد: لانريد ان نكبّر الغربي، ان الغربي لم يكن معنا ابدا، هو المتوحش لايريد الا الخلاص منّا، الغربي يريد لنا ان نعود مرّة اخرى الى جادات وشوارع باريس ولندن من اجل ان نغسل الطرقات هناك، وان نغسل المراحيض هناك ن هذا هو الغربي. د. ادريس هاني: انا من اكثر الناس حربا ضد الغرب، العرب والغرب، السادة والعبيد، حداثة السادة وحداثة العبيد، وحتى حوار الحضارات داخلة في صراعنا مع هذا الاستكبار وهذه الامبريالية وهذا الاستعباد. نحن جميعا متفقون على فكرة واننا لانختلف في الجوهر.

 

وفي جانب اخر من الندوة قال الدكتور عباس خامه يار: اود ان اقول ليس بالضرورةان ننكر وجود القرية الكونية، لكن نستطيع ان نقول، ان القرية الكونية موجودة بحكم هذه الاتصالات المتقاربة، بحكم الاجواء المتقاربة جدا، والفيروس اثبت ذلك بكل ماتملك الكلمة من معنى. ولكن في نفس الوقت هذه الكرة الارضية، القرية الكونية في الحقيقة غير متجانسة، هي متباينة، والبعض في الغرب يريد الهيمنة على هذه القرية بصورة كاملة وبنمط فاشي، هذا ربما يكون لعدم انكار هذه القرية. و ردا على ذلك قل الدكتور حسن حميّد: انا لست مع خلاف مع الدكتور عباس خامه يار، لانني اعرف ثقافته وتوجهاته، لكن علينا ان نعي بشكل اساسي، علينا كما تقول امهاتنا بان النار لاتحرق الا محلها، علينا ان نحل مشاكلنا وان نكف عن هذا العناق، كما يقول اخي الدكتور ادريس، عناق هذا الذي يعتمر القبعة، هذا الاشقر صاحب العينين الزرقاوين، علينا ان نكف عن ذلك وان نحترم اولادنا قبل ان نحترم اولاد الجيران، نقدم علوم الغرب والتكنلوجيا وما احدثه.. والله والله والله، اغلب هذه العلوم واغلب هذه النظريات والمخترعات والابداعات اشتغلوها اهلنا، من ادوارد سعيد الى طارق علي الى.... اسماء من باكستان الى افريقيا ‘ هم الذين اشتغلوا في هذه المخابر. انتم شاهدوا اليوم كورونا، شاهدوا كل الاطباء الذين يتكلمون باللغة العربية ماذا يفعلون في المستشفيات الاوربية، كيف يقدمون خلاصة افكارهم وخلاصة ابداعاتهم واجتهاداتهم. د. ادريس هاني: والغرب الذي نتحدث عنه هو نسق، لانتحدث عن افراد، انا اعرف حتى من اصدقائي واصدقاء طفولتي، هم الان مندمجون في مراكز البحث عن كورونا في الولايات المتحدة الامريكية، هذا شئ عادي، ان العقل العربي والعقل المحلي والعقل الاثيوبي.. .. كلهم يشتغلون داخل هذا النسق، هذا ما اتحدث عنه هو جدل المفارقة والمعانقة، نحن في جدل حضاري، حتى في الصراع نحن نتكامل ويجب ان نتصارح. وعندي نقطة حتى ابين بانني اتوافق مع الشيخ محمد شقير في موضوع العدالة.

 

وقال الدكتور ناجي امهز: والظاهر هناك فهم خاطئ للقرية الكونية، القرية الكونية هي ليست قرية افلاطون الفاضلة، القرية الكونية هي ان هناك نظام من العالم يحاول ان يسيطر على كل مفاصل هذا العالم، ومثل ما تفضلتم سعادة المستشار، قد نكون في مكان ما قادرين ان نبعد عنها، لكنها موجودة ومفروضة، مثل هذا التواصل بيننا وبينك، اليوم في عقوبات تُفرض على الدول بكبسة زر، مما يدل على ان العالم في سنة 1700 بدأ النظام العالمي بالبحث عن خلق قرية كونية لكي يسيطر عليها وعلى كل مفاصل قوتها واقتصادها والهيمنة على قرارها السياسي والاجتماعي. المفارقة ان جائحة كورونا اتت لتلتهم هذه القرية الكونية، اتت ودمرّت جميع هذه المفاصل، لان الدول التي عانت من جائحة كورونا بسبب النظام العالمي الذي يسيطر على مفاصل التجارة والصناعة حوّل هذه الدول الى اسيرة تستعطي، حتى الكمامات التي سرقها ترامب هو دليل على فشل النظام الذي هو اليوم على شاكلة القرية الكونية.

 

اما الدكتورة ليلى شمس الدين اكدت: بداية اقول ان النقاش كان محتدما جدا، وكانت المداخلات غنية لدرجة لم يكن بالإمكان استيعاب كل الأفكار القيمة التي طرحت على تشعباتها. هناك يبدو وجود مشكلة اساسية في الاتفاق على المفاهيم، في أربعة أوراق بحثية وفي مداخلات مع بعض الأساتذة الكرام، لم يكن هناك اتفاق على مفاهيم قد تبدو واضحة لنا. عندما نتكلم عن منظومة فكرية جديدة تربوية، ثقافية، سياسية، اقتصادية، اعلامية، منظومة متكاملة لكي نصل إلى القرية العادلة الآمنة المركزة على العدالة، نحن يجب بداية ان نتفق على كل هذه المفاهيم.

 

واضافت: اريد ان اطرح سؤالا اشكاليا، ماذا ينفع اذا انتقلنا من سياسة قطب واحد يحكم هذا العالم، إلى سياسة قطب آخر يحكم هذا العالم، البحث يجب أن يكون في جوهر هذا القطب، لأننا امام اشكالية كبيرة ترتكز على لا عدالة الحاكمية السائدة في هذا العالم، في كل قطاع العالم. استوقفني كلام الدكتور إدريس هاني عندما تحدث عن مفهوم سياسة الاذلال، سياسة مفهوم إذلال انفسنا اي بمعنى التقليل من الشأن والإهانة والخضوع، هل نحن في دولنا نتخطى هذا المفهوم اساسا، قبل أن نطرحه ليكون دوليا او عالميا، علينا أن نراجع كل هذه المفاهيم، كل مستويات النظم الموجودة، لنبدأ بأنفسنا. نحن بحاجة القول بأن تكون كلمة الدكتور الشيخ شقير دعوة مفتوحة إلى المفكرين ورجال الدين وأصحاب السماحة، لكي يعيدوا التفكير و النظر في المنظومة الدينية القائمة، لكي نتمكن من تقديم نموذج جديد نتفق عليه. وانا أؤيد ما جاء به سعادة المستشار دكتر خامه يار، هناك بعض الانظمة، هناك بعض الأشخاص، لا يمكننا أن نقول كل الغرب هو ظالم كل الغرب هو مفتري، هناك تمايزات، التعميم دائما لا يجوز، الخوض في هذا الموضوع يحتاج إلى حوار قائم بحد ذاته، واختم بالقول، لن يدعنا احد ان نفعل ما نريد. أمريكا تقول لنا، صلوا كما شئتم، صوموا كما شئتم، البسوا ما تريدون لكن فكروا بما نحن نريد.

 

 

المصدر: ارنا

 

 

 

 

May 11, 2020 12:49
انقر فوق حساب : 638

مؤسسه ابن‌سينا الثقافية والعلمية - ساحة قبة ابن‌سينا - ايران - ص.ب: ١١٣٦ 

٩٨٨١٣٨٢٦٣٢٥٠+  -  ٩٨٨١٣٨٢٧٥٠٦٢+

 

info@buali.ir