وصية

ليكن الله تعالي اول فكر له وآخره، وباطن كل اعتبار وظاهره. ولتكن عين نفسه مكحولة بالنظر اليه، وقدمها موقوفة علي المثول بين يديه. مسافرا بعقله في الملكوت الاعلي، وفيه من آيات ربه الكبري. واذا انحط الي قراره، فلينزه الله تعالي في آثاره، فانه باطن ظاهر تجلي لكل شي بكل شي :

 

ففي كل شي له آية.

تدل علي انه واحد.

 

فاذا صارت هذه الحال له ملكة انطبع فيها نقش الملكوت، وتجلي له قدس اللاهوت. فالف الانس الاعلي، وذاق اللذة القصوي، واخذ عن نفسه من هوبها اولي، وفاضت عليه السكينة، وحقت له الطمانينة. وتطلع علي العالم الادني اطلاع راحم لاهله، مستوهن لحيله، مستخف لثقله، مستحسن به لعقله، مستضل لطرقه. وتذكر نفسه وهي بها لهجة، وببهجتهابهجة. فتعجب منها ومنهم تعجبهم منه وقد ودعها، وكان معها، كانه ليس معها.

 

وليعلم ان افضل الحركات الصلاة، وامثل السكنات الصيام، وانفع البر الصدقة وازكي السر الاحتمال، وابطل السعي المراء.

 

ولن تخلص النفس عن الدرن ماالتفت الي قيل وقال، ومناقشة وجدال، وانفعلت بحال من الاحوال.

 

وخير العمل ما صدر عن خالص نية، وخير النية ما ينفرج عن جناب علم. والحكمة ام الفضائل، ومعرفة الله اول الاوائل، اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعi.

 

 

المصدر: hawzah.net

مؤسسه ابن‌سينا الثقافية والعلمية - ساحة قبة ابن‌سينا - ايران - ص.ب: ١١٣٦ 

٩٨٨١٣٨٢٦٣٢٥٠+  -  ٩٨٨١٣٨٢٧٥٠٦٢+

 

info@buali.ir